الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة رسائل من مثقفين إلى مهدي جمعة: كــن تونسـيـا.. ولا تستمــع الــى الهــامسـيــن فـي الظلام ولا تنسى الثقافة

نشر في  15 جانفي 2014  (15:56)

لا يختلف اثنان في أن العمل الذي ينتظر رئيس الحكومة الحالي مهدي جمعة شاق الى أبعد حدود وأن المطلوب منه قد يكون في بعض الأحيان مستحيلا، فالتركة التي تسلمها قاسية نظرا الى تردي الأوضاع على كافة المستويات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية وبالتأكيد الثقافية، ونظرا الى هذا القطاع الأخير طالما عانى من التهميش من مختلف الحكومات فلا بدّ لرئيس الحكومة الحالي أن يضعه نصب عينيه لان الثقافة هي مرآة الشعوب كما يقال، أخبار الجمهورية بادرت بالاتصال ببعض المثقفين وطلبت منهم توجيه رسالة الى مهدي جمعة، فكانت لكل واحد منهم رؤيته الخاصة وطلباته.... ليلى طوبال: «كن الرجل الذي لا ولاء له إلاّ لتونس... «قلت في أوّل تصريح لك إنّك لن تصنع المعجزات... ونحن نعلم، حتى قبل أن تصرّح بذلك، أنّك لست نبيا ولا ساحرا لتجبّر ما انكسر وترجع ما غاب واندثر... فالمرحلة صعبة والتحديات كبيرة والجبناء والخونة يترصدّون البلاد والعباد... نحن نعلم، فهل تعلم سيدي ان الحال ضاق بالتونسيات والتونسيين والنفوس سكنها اليأس والفرحة اغتربت في القلوب والحلم اغتيل بالرصاص ونزفت العيون؟ هل تعلم سيّدي أننا في حاجة إلى ذرّة من السلم والأمن والأمل لنواصل المقاومة والبناء من أجل وطن يمكن فيه العيش والفرح والحلم؟ ماذا يمكن أن أقول لك سيّدي... كن الرجل الذي لا ولاء له إلاّ لتونس... كن الرجل المنحاز للوطن... كن الرجل الذي يرفع الظلم عن المظلومين والقهر عن المقهورين ويسعى لأجل عزّة التونسيين وكرامتهم وحريتهم ومدنيّة دولتهم... ماذا عسايا أن أقول لك سيّدي... كن تونسيّا... كن إنسانا...». فؤاد ليتيم : نريد البنك التونسي للكرامة كل ما أرجوه هو ألا يسقط المهدي جمعة في نفس الأخطاء التي ارتكبها من سبقه، لأن الشعب التونسي ملّ هذه الوضعية المتردية على جميع المستويات، صراحة لقد بتنا شبه متأكدين من وجود أياد خارجية لا تريد الخير لهذا الشعب المسكين، لذلك اطالب مهدي جمعة بالعمل والعمل من اجل مصلحة تونس لأن تونس في أمسّ الحاجة لمن يحاول انقاذ ما تبقى منها ، فصدقا كل المجالات متردية من الأمن غير المتوفر الى الاقتصاد الهش وغلاء المعيشة الى ما يعانيه قطاعة الثقافة من تهميش دون ان ننسى ما باتت تعانيه بلادنا من أوساخ ملقاة في كل مكان، حقيقة هي مهمة صعبة تنتظر مهدي جمعة ان لم نقل مستحيلة ..ربي معاه لأنه ينتظره الكثير ..اما انا فصرت متشائما كثيرا لأننا لم نحقق اي هدف من أهداف الثورة حتى الحرية التي يتحدث عنها البعض لم تعد موجودة، وختاما انصح مهدي جمعة بانشاء البنك التونسي للكرامة لان الشعب ضاق هو الآخر الويلات من النظام السابق وليس معارضيه فقط . كمال الرياحي: الا يستمع لكل الوشاة والهامسين في الظلام «هذه الحكومة وقتية جداً ولا اعتقد انها تحتاج الى وصاية ولا الى توصية كل ما نحتاجه منها هو توفير الأمن بمعني اننا نحتاج خمسة وزراء للداخلية ومثلهم للاقتصاد فقط، وهكذا يعيش التونسي مرتاح البال . أما رسالتي الى مهدي جمعة فهي ان  يختار وزراءه بناء على كفاءتهم دون اي اعتبار لأي شيء اخر واخص بالذكر الاعتبارات الدينية والايديولوجية والا يستمع لكل الوشاة والهامسين في الظلام وأوصيه ايضا بان يجرّب وزراء شباب فلن يخسر شيئا بل سيكسب الكثير حين يمكّن الشباب من قيادة ثورتهم ولو لبعض الأشهر». رؤوف بن عمر:  اصلاحات شاملة وجذرية في قطاع الثقافة «كل ما أطلبه من رئيس الحكومة مهدي جمعة هو القيام باجراء اصلاحات شاملة وجذرية في قطاع الثقافة الذي يستحق فعلا قرابة العقد من الزمان لإصلاحه لكننا نطالبه بانطلاقة فعلية في هذه الاجراءات، ويا حبذّا لو يقوم رئيس الحكومة باعادة تأهيل قرابة ال220 دور ثقافة لأنها غير مهيئة اطلاقا، اضافة الى الانتهاء من أشغال مدينة الثقافة حيث انه من المؤسف جدا ان تترك تلك المدينة مهملة، واعتقد ان الحلول متوفرة في وجود التمويلات الأوروبية. لمين النهدي: مراجعة السياسة الثقافية ككل «الثابت أن هناك العديد من الأولويات المطروحة على طاولة رئيس الحكومة مهدي جمعة ولعل أهمها بالنسبة لي هي مراجعة السياسة الثقافية ككل انطلاقا من المهرجانات وملف الدعم وبرمجة العروض داخل الجمهورية، لأنه وللأسف الشديد عاش قطاع الثقافة فشلا ذريعا خلال السنوات الثلاث الفارطة ولم نشهد أي حدث ثقافي يذكر بل كل ما عشناه كان عبارة عن مأساة بأتم معنى الكلمة فنحن لن ننسى المحاكمات التي تعرض اليها المبدعون والاعتداءات عليهم، من جهة أطالب بايجاد حلول جذرية الى المشاكل التي تعاني منها التلفزة التونسية وخاصة النظر في ملفات أشخاص لا يمتون للابداع بصلة وعلينا اليوم نزع هذه «المسامر المصدّة» وتعويضها بشباب طموح وحالم لكن وللأسف وقع تجميده. عموما الجميع يعرف هوية المبدع الحقيقي في تونس وعلينا تشجيع هؤلاء لا غير . اما بالنسبة الى بقية القطاعات فأرى ان مهدي جمعة مطالب في البداية بالنظر في مسألة غلاء المعيشة التي ارهقت كاهل المواطن التونسي ولعل المثل الوحيد الذي يمكن ان أصف به حالة التونسي اليوم هو «هز ساق تغرق الأخرى»..

إعداد: سناء الماجري